السبت، 10 يوليو 2010

استحلال هدم الكنائس بفتوى سؤال فى الكنائس


تعددت وانتشرت فى الأونة الاخيرة ظاهرة جديدة على مصر وهى هدم الكنائس ومنع ترميمها وحتى لو فى مخيلة احد أن هذا المبنى سوف يتحول إلى كنيسة أو مكان للصلوات يسارع العامة فى هدمة والغريب أن يتم ذلك بحماية بعض رجال الامن ولا تخلو محافظة من ذلك وطبعا تتربع على العرش المنيا وكأنها فى سباق مع باقى المحافظات من تتبؤ هذه المكانة وطبعا السيد المحافظ فى سبات عميق كان الله فى عونه .
أسترعتنى هذه الظاهرة وحاولت أن أجد لها علة أو سبب حتى وقع فى يدى كتاب فى غاية الاهمية اهداه لى صديقى الدكتور جمال ابو زيد الكاتب والباحث ، والكتاب بعنوان سؤال فى الكنائس تأليف شيخ الاسلام ابى عباس تقى الدين ابن تيمية تحقيق وتعليق الدكتور جمال ابو زيد الناشر دار الحرية
واذا عرف السبب بطل العجب وكان فى هذا الكتاب الرد المنطقى لكل ما يحث فى مصر الان .
ابن تيمية هو من مواليد يناير 1263 م ولد فى حران وهى مدينة قديمة في بلاد ما بين النهرين تقع حاليا في تركيا وفى صباه ذهب الى دمشق وتعلم بها وكان نابغا فصار من مصاف العلماء والفقهاء وهو مازال فى سن العشرين .
وفى هذه الفترة كانت البلاد تقع تحت الغزو التتارى فقل الانتاج العلمى واقفل باب الاجتهاد وسيطرت نزعة التقليد والجمود ( حسب كلام الدكتور جمال ) ، فكان هذا حافزا أن يدخل هذا الشاب هذه الساحة بلا منافس ، فصال وجال وقام بتأليف كثير من الكتب منها الاستقامة – اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة اصحاب الجحيم – الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح – درء تعارض العقل والنقل وكتاب مجموع فتاوى ابن تيمية والذى جاء فى المجلد الثامن والعشرون كتاب بأسم " سؤال فى الكنائس " .
وفى سنة 1307 م وكان عمره حوالى خمسة واربعون عاما جاء الى مصر بعد استدعاء الولاه له لمحاكمته على افكاره التى كانت تدعو الى مواجه الحكام ولإفكاره المتطرفة ، وسجن فى مصر لمدة سنتان وبعد خروجه من السجن طالب الصوفية فى مصر خروجه منها وعودته الى دمشق برغم رغبته الشديدة فى البقاء بصر ، ولكنه اضطر الى الخضوع والعودة الى دمشق .
واثناء سفره تم الامساك به والزج به فى السجن مرة اخرى بمصر .
واستمر على هذا المنوال يخرج ويدخل السجن بسبب فتاويه العجيبة والتى رفضت فى مصر حتى توفى فى دمشق سنة 1330 تقريبا .
ونأتى الى هذه الفتوى التى جاءت فى القرن الرابع عشر لتصير واقع فى القرن الواحد وعشرون وهذا هو منطوق السؤال الذى وجه الى بن تيمية ( ما تقول السادة العلماء ائمة الدين فى الكنائس التى بالقاهرة وغيرها التى اغلقت بأمر ولاة الامور ، اذ ادعى اهل الذمة انها اغلقت ظلما وانهم يستحقون فتحها ، وطلبوا ذلك من ولى الامرايده الله تعالى ونصره فهل تقبل دعواهم ؟ وهل تجب اجابتهم ام لا)
هذا جزء من السؤال وهو ملخص لتسائلاتهم حول ترميم أو فتح أو بناء كنائس سواء موجودة قبل الغزو العربى أو بعده ، ويأتى رده هكذا ( الحمد لله رب العالمين ، أما دعواهم أن المسلمين ظلموهم فى إغلاقها فهذا كذب مخالف لإجماع المسلمين فإن علماء المسلمين من أهل المذاهب الاربعة ............ متفقون على أن الامام لو هدم كل كنيسة بأرض العنوة كأرض مصر والسواد بالعراق وبر الشام ونحو ذلك مجتهدا فى ذلك ومتبعا فى ذلك لمن يرى ذلك ، لم يكن ذلك ظلما منه بل تجب طاعته فى ذلك ممن يرى ذلك ، وإن امتنعوا عن حكم المسلمين لهم كانوا ناقضين العهد وحلت دمائهم وأموالهم ) ليس ذلك فقط بل ما هو أقصى من ذلك فيقول ( والمدينة التى يسكنها المسلمون والقرية التى يسكنها المسلمون وفيها مساجد المسلمين لا يجوز أن يظهر فيها شىء من شعائر الكفر لا كنائس ولا غيرها ..... فلو كان بأرض القاهرة ونحوها كنيسة قبل بنائها لكان للمسلمين أخذها ، لأن الارض عنوة فكيف وهذه كنائس محدثة أحدثها النصارى .)
هل هذا كل شىء ؟ ... ياريت بل هناك ما هو أفظع فلقد وصم الدولة الفاطمية ( 358-567هـ/ 969-1172م ) والتى استمر حكمها ما يقرب من مائتين سنة بالكفر " الرافضة " لأنهم سمحوا للاقباط ببناء الكنائس وولوهم فى الوظائف الكبيرة مثل الوزير المسيحى الارمنى بهرام وبدر الدين الجمالى .
هل هذا كل شىء ؟ .... طبعا لا فهناك ما هوأشد فقد طالت أحاديث الرسول فهناك حديث يقول ( من أذى ذميا فقد أذانى ) وهذا الحديث منتشر جدا فى مصر يقال ليؤكد مكانة الاقباط عند رسول الاسلام ولكن حتى هذا الحديث أصبح مشكوك فى صحته فيقول بن تيمية ( فهذا كذب على رسول الله ، لم يروه احد من اهل العلم )
أعتقد الأمور وضحت وكل ما يفعل هو تنفيذ لصحيح الدين وخاصة أن كل هجوم يكون بعد تحريض من رجال الدين .
هناك الكثير والكثير ولكن أكتفى بهذا القدر الذى لا يحتاج تعليق ولكن يحتاج الى دراسة وتوثيق فلقد رفضة المصريين فى القرن الرابع عشر والأن مع إنتشار الفكر الوهابى وجد وا فى ابن تيميمة ضالتهم المنشودة ليغذو به فكر العامة ويشعلوا النيران فى مصر بأسم الدين ، فماذا نحن فاعلون !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق