الاثنين، 12 يوليو 2010

حتى لا ندمر فن الايقونة

خلال رحلات الجمعية إلى الأديرة والكنائس القبطية وفى أنحاء مختلفة من محافظات مصر انتشرت ظاهرة خطيرة ربما استرعت انتباه البعض وربما العكس ، ولكن اعتقد أنها ظاهرة يجب إيقافها وبسرعة .
هذه الظاهرة هي استعمال صور مطبوعة للعذراء وللقديسين والملائكة وبالطبع هذه الصور هي في الأغلب إيطالي والقليل روسي أو بيزنطي . والذي استرعى انتباهنا اكثر أن بعض هذه الصور دشنت وأصبحت تستعمل في الممارسات الطقسية الكنسية .
وليس هذا فقط بل دخل هذا المجال أيضا تقنيات الكومبيوتر المبهرة وهذا بالطبع يؤدى إلى تراجع فن الأيقونة الذي حافظت عليه الكنيسة قرابة 18 قرن . إن العالم كله يحاول انقاذ ما تبقى من أيقونات أثرية بمصر وهناك مشروع حيوي لترميم وتسجيل هذه الأيقونات ويشارك فيه نخبة رائعة من علماء القبطيات المصريين وغير المصريين ، وليس ببعيد عن أذهاننا ما تم في الكنيسة الأثرية بدير الأنبا انطونيوس وما قامت به البعثات الأثرية بأشراف هيئة الآثار المصرية من إعادة إظهار وترميم الفرسكات (الرسومات الجدارية) التي بالكنيسة وهى تعتبر من اجمل و اقدم الكنائس بالعالم وكأنها متحف يشهد عن عظمة الفنان المصري وكيف أن الفن وسيلة يربط بها الفنان الطقس بالعقيدة بالكتاب المقدس ، وللأسف هذا الفن تقريبا اندثر.
وفى مبادرة هي الأولى من نوعها قامت الجمعية بإقامة عدد من المعارض لفناني الأيقونة وكم لاقت هذه المعارض من استحسان وتقدير. ومن خلال هذه المعارض تقابلنا مع كثير من فناني الأيقونة مسلمين ومسيحيين أحسسنا بمقدار الغبن الواقع عليهم من تجاهلهم وتجاهل فنهم ذلك باستثناء قلة من الفنانين تعد على أصابع اليد الواحدة. ورأينا كم الأيقونات المكدسة لديهم حتى أن بعض الفنانين عرض تقديم هذه الأيقونات للكنائس والأديرة بتكلفتها مقابل استخدامها بهذه الكنائس .
إن الإنفاق على اقتناء الأيقونات ووضعها بالكنائس لا يقل أهمية عن الترميمات والتجديدات التي تتم بأغلب الكنائس والأديرة .
صرخة نطلقها من خلال الجمعية أنقذوا الأيقونات القبطية قبل الاندثار ومن جانب الجمعية فهي على استعداد لتكون همزة الوصل بين الكنائس والفنانين والمشاركة في أي عمل يعيد لفن الأيقونة مكانتها وازدهارها ، وإننا من منطلق حرصنا على ذلك نهيب برجال الاكليروس ومجالس إدارات الكنائس رفع الأيقونات المطبوعة واستبدالها بأعمال فنانينا المصريين حتى يستعيد فن الأيقونة مكانته السابقة .
وهناك مثالان صارخان لتدخل تقنيات الكمبيوتر فى رسومات الكنائس الاول فى كنيسة بمنطقة شيراتون مصر الجديدة والاخرى على طريق السويس الكيلو 30 ربما ينبهر العامة بمثل هذه التقنيات ولكن هل نسمح بتدمير فن الايقونة من اجل الانبهار المؤقت !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق