الخميس، 15 يوليو 2010

الكوتة القبطية

الكوتة القبطية

أثيرت كثيرا فى الاوساط السياسية والحزبية موضوع تمثيل الاقباط فى مجلس الشعب او الشورى وعند كل إنتخابات تشريعية يثار هذا الموضوع بين مؤيد ومعارض وكذلك من يتهم الاقباط بالتخاذل والسلبية وتجنب الحياة السياسية والبحث عن الاخراويات فى رحاب الكنائس .
ولكن الرصد الصحيح والمنطقى يجب أن يبحث فى تداعيات الحياة السياسية للاقباط قبل الثورة وبعدها ، وهل للكنيسة تدخل فى هذا التوجه ام لا .
قبل الثورة نجد مشاركة فعالة من الاقباط فى الحياة السياسية وكثير من الاقباط خاض الانتخابات وفاز بالتمثيل فى المجالس النيابية والمذهل ان ينجح احد الاقباط فى دائرة يغلب فيها الاخوة المسلمون ويعتمد على سيرته وبرنامجه الانتخابى فينجح ويسقط المرشح المسلم المنافس له .
ونجد ان القبطى يصل حتى يصبح رئيس وزراء ورئيس المجلس النيابى .
والمذهل ايضا ان يشارك رجال الاكليروس فى الحياة السياسية مثل القمص سرجيوس واعظ وخطيب ثورة 19 .
ولكن بعد الثورة تغير الحال واصبح هناك توجس من رجال الثورة حيال الاقباط ونجد ضعف التمثيل القبطى فى المجالس النيابية ، فيلجأ بعض الروساء من قبيل تجميل الصورة تعيين اقباط فى المجلس ولكن هناك فرق كبير بين الانتخاب والتعيين .
ثم ننتقل الى مرحلة إنتشار الفكر الوهابى فى اواخر السبعينات حتى يتأصل هذا الفكر تماما فى اواخر القرن العشرين وبدايات هذا القرن ونصل الى مرحلة الفرز والتجنيب لكل ما هو قبطى ، ويصير كل شىء تحت عباءة الدين .
فنجد حتى الحزب الوطنى لا يرشح اقباطا على قوائمه خوفا من فشلهم فى مقابل تغلل الفكر الوهابى بين جميع فئات الشعب وخاصة البسطاء .
ونظرا للحراك الذى يشهده المجتمع المصرى حاليا نحو رفض هذا الفكر وفضحه وخاصة بعد التمثيل الاخوانى فى المجلس الحالى والذى بلغ 88 عضوا فى سابقة لم تحدث قبلا ، واصبح حتى الحزب الحاكم مهددا من قبلهم ، تعالت اصوات المثقفين والليبراليين والعلمانيين نحو فصل السياسة عن الدين وتشجيع كل فئات الوطن فى المشاركة فى الحياة السياسية ، المرأة ، الشباب ، الاقباط .....الخ
من هنا يتضح اهمية الكوتة بالنسبة للاقباط حتى ولو كانت مرحلة انتقالية حتى يستعيد المشهد السياسى عافيته وحيويته ويعود التمثيل للجدير به بغض النظر عن الجنس او الدين او المذهب السياسى .
ربما يكون تخصيص كوتة للمرأة هو من قبيل بالونة اختبار للاوساط السياسية ودفعا للحراك السياسى ان يطالب بالمثل للاقباط حتى تستقيم الامور وتعود الى نصابها الصحيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق